افتتحت حديقة الحيوان في منطقة الدقداقة في رأس الخيمة مؤخراً، وأصبحت إحدى الوجهات الترفيهية التي تستقطب الزوار في الإمارة، خاصة فئة الأطفال . فقد استقطبت الحديقة منذ افتتاحها عدداً كبيراً من مختلف الإمارات ودول الخليج .
انشئت الحديقة بجهود شخصية من صاحبها جاسم علي، (40عاماً)، وتشاركه في الإدارة الفارسة المواطنة مياسة سلطان الكندي، وتمتد الحديقة على مساحة تقدر بكيلو متر واحد، وتضم أكثر من 50 نوعاً من الحيوانات، ونادياً للفروسية يضم 30 خيلاً، تديره مياسة وتدرب فيه الأطفال والنساء على الفروسية .
ويقول جاسم علي، صاحب حديقة الحيوانات: "بدأت اهتمامي بالحيوانات كمدرب كلاب بوليسية في مزرعتي كهواية، وبدأت بترويض الحيوانات الشرسة كالضباع التي تعتبر من أصعب الحيوانات، وبعدها روضت النمور والأسود، وتكونت لديّ مجموعة من الحيوانات المفترسة، والأليفة، فافتتحت حديقة الحيوانات المصغرة عام ،2009 والتي كانت تحتوي على 30 نوعاً .
شملت الحيوانات التي عرضتها في الحديقة، الأسود والضباع والنمور والذئاب من مختلف القارات، وقد أحضرت الفهد الأسود من أدغال الهند، والنمر الذهبي من سيبيريا، والنمر الأبيض كذلك .
وافتتحت الحديقة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وتكونت من مساحة شاسعة تحيط بسورها أقفاص الحيوانات، ورسمت على جدرانها رسومات عدة، ما يجعلها تبدو كالغابة، وفي بداية الحديقة خصصت الرسومات التي لون بها الجدار للأدوات والمعالم التراثية كالآبار والجرار وغيرها من طبيعة البيئة في الماضي، وأنشئت في منتصفها استراحة للنعام والحمير والغزلان والظباء إضافة إلى محال السوبر ماركت وكافتيريا .
وأضاف جاسم: "تمكنا من وضع أساس الحديقة بما تشمله من أقفاص، ورسم فني على حيطانها يجسد الأشجار والزهور كبيئة مناسبة للحيوانات، إضافة إلى جدارية خصصت للتراث والأدوات التراثية لتدل على رسالتنا في الحفاظ على الهوية الوطنية، من خلال عرض معالمنا للجمهور، وهي في بداية مدخل الحديقة، كما تضمنت حيوانات محلية عدة كالحمير والتيوس، ومازلنا بصدد إضافة أقفاص جديدة للحيوانات" .
ويذكر جاسم بداية، اهتمامه بالحيوانات قائلاً: "في بداية اهتمامي بالحيوانات، مر عليّ العديد من المواقف التي أجد فيها الحيوانات المفترسة تعامل بقسوة من قبل أصحابها، حيث يحضر الحيوان المفترس وهو صغير ليتربى مع صاحبه في المنزل، إلا أنه يصعب التعامل معه عندما يكبر، فيوضع في قفص، ويضرب بقسوة، اشتريت نموراً وأسوداً عدة من أصحابها بعد أن شاهدتهم يعذبونها وغير ملمين بالتعامل السوي معها، فأحدهم كان يضع أحد الأسود بقفص صغير لا يتعدى حجمه بضعة سنتيمترات، ما سبب عاهة جسدية للأسد، تمثلت في انحناء في ظهره، إضافة إلى أسد آخر كان مريضاً وهزيلاً ويضرب ضرباً مبرحاً، فاشتريته وعالجته وهو الآن من أحب الأسود التي تربطني بها علاقة خاصة .
وكثيراً ما قدمت نصائح وإرشادات حول ضرورة تربية الحيوانات المفترسة في المنازل، وفي المناطق السكنية، وذلك لأخطارها ولعدم الإلمام بكيفية التعامل معها، وقد وقعت الكثير من الحوادث التي تعرض الأطفال فيها للخطر من هجوم الحيوانات عليهم .
يكلّف غذاء الحيوانات وفق ما أفادنا صاحب الحديقة نحو 50 ألف درهم شهرياً، وهو يحرص على تغذيتها بما يناسبها من طعام، ولا يزال حريصاً على تنويع الوجبات الغذائية، وتوفير اللحوم الطازجة للأسود والنمور التي أطلق على كل واحد منها اسماً يعرف به .
أقيمت المرحلة الأولى لحديقة حيوانات رأس الخيمه بتكلفة 6 ملايين درهم، وتضم نحو 50 نوعاً من الحيوانات، منها الأسود الإفريقية، والأسود البيضاء، والنمور البيضاء، والنمور الذهبية النادرة والسوداء والصيادة والذئاب الرمادية والعربية والغزلان النادرة والطيور والعديد من الحيوانات كالنيس والتماسيح والنعام، وتتضمن الحديقة نادياً لتدريب الفروسية للسيدات والأطفال ومطاعم، ومقاهي وركن ألعاب للأطفال وحلبة الدراجات وركوب الخيل والإبل ويوجد مصلى للرجال والنساء واستراحات للعائلات .
سيتم تنفيذ المرحلة الثانية لاحقاً، وتتضمن صالة مكيفة تتضمن جميع أنواع الزواحف النادرة والطيور إضافة إلى أحواض الأحياء المائية بتكلفة 10 ملايين درهم تقريباً ومدة زمنية للإنجاز لا تتجاوز سنة ونصف السنة، ويبدأ العمل فيها بعد 4 أشهر .
تقول الفارسة مياسة سلطان الكندي، نائب مدير حديقة الحيوان في رأس الخيمة، وصاحبة نادي مياسة لتدريب الفروسية: "اشتركت مع جاسم في إدارة الحديقة وأسست نادياً خاصاً لتدريب الفروسية، وأقوم بنفسي بتدريب النساء والأطفال على الفروسية في مساحة كافية ومناسبة للخصوصية حيث بإمكان الفتيات التدرب بكل راحة وأمان .
وتضيف: "كان لديّ ناد خاص في عوافي، إلا أن مساحته كانت أصغر، وكنت سابقاً أدرب الفتيات على الفروسية في أحد النوادي المتخصصة، ولديّ خبرة قد امتدت لأكثر من 6 سنوات في ترويض الخيول وتدريب الفروسية، وهي رياضة ممتعة ومفيدة، وتعلم الصبر وتحمل الشدة، والزائرات يمكنهن المشاركة في حصص التدريب، باعتبارها مقصورة على النساء والأطفال، وإذا اشتركن كعضوات يتاح لهن دخول الحديقة من دون سداد رسوم الدخول" . وتكمل: "خصصت للنادي - كوني موظفة - ساعات معينة لتدريب الفروسية، وتوجد مساحة كافية للأطفال للاستمتاع بركوب الخيل بمسارات معينة وواضحة، وشهدت الحديقة والنادي إقبالاً من كافة الشرائح، ولدي مخطط لإضافة آلات وأجهزة رياضية في ملحق مخصص للرياضة، ليكون النادي متكاملاً من حيث أنواع الرياضات المناسبة للمرأة .
صالح النجار، رئيس قسم حديقة الحيوان في دبي، يقول: "شهدت افتتاح حديقة الحيوان في رأس الخيمة، والحديقة نوعاً ما متكاملة، مقارنة بالاجتهادات الشخصية التي يقف خلفها صاحبها، وتعتبر وجههةسياحية جديدة في الإمارة، لكنها تحتاج إلى دعم، فالبداية كانت موفقة، وكل انطلاقة بالتأكيد لها نواقص، إلا أنها بسعي أصحابها وتعاون المهتمين يمكن أن تتجاوز كل العقبات التي من الممكن أن تعترض طريقها" .
ويضيف النجار، "من مهام حدائق الحيوان على مستوى العالم، الحفاظ على السلالات المهددة بالانقراض، فالاهتمام الإقليمي، خاصة في دول الخليج، يتمثل في المحافظة على الأنواع المهددة كالنمر العربي والطهر الجبلي، والأخير نوع من الثدييات من فصيلة الماعز، إلا أن أعداده أصبحت ضئيلة، ولابد لحدائق الحيوان من أن تقوم بدورها التوعوي تجاه الاهتمام بتلك الفصائل خاصة أنها تتعرض دائماً للقتل، خاصة النمور الجبلية على أيدي أصحاب المواشي في الجبال .
وأكمل النجار: "فكرة جيدة أن احتضنت الحديقة إلى جانب الحيوانات من مختلف دول العالم، أصنافاً لحيوانات محلية، كالحمير، والتيوس وبعض الصقور، لتعريف الزائر والسائح إلى الحيوانات المحلية في بيئتنا .
محمد المهيري، (21عاماً)، موظف، يقول: أصبحت حديقة الحيوان في رأس الخيمة وجهة جديدة، استطاعت أن تستقطب الأسر والأطفال، ومكوناتها من فصائل الحيوانات المختلفة ومنها الغريبة، وأرى أنها تستقطب الزوار في فصل الشتاء، إذ يساعد انخفاض درجات الحرارة في التعرف إلى جميع مكونات الحديقة التي تمتد على مساحة كيلو متر" .
محمد الشامسي، أحد زوار الحديقة يقول: "تحتاج الحديقة إلى التطوير ولا تزال في أوائل مراحلها، كما تحتاج إلى مختصصين لمتابعة شؤون الحيوانات وأطباء بيطريين، كما أن نادي الفروسية الذي يعتبر أحد أركان الحديقة الأساسية، سيعمل على دمج هدفين في واحد، الاستمتاع برؤية الحيوانات، وتدريب الأطفال على الفروسية .
جمال غريب، زائر للحديقة من إمارة الفجيرة، يقول: "سعدنا كثيراً حين افتتحت حديقة حيوان في رأس الخيمة، ما وفر علينا الجهد وقطع المسافات الطويلة كي نصل إلى حدائق الحيوان في أبوظبي والعين ودبي، ويسعد الأطفال بها خاصة حين يشاهدون الحيوانات المفترسة والغريبة، إلا أنها لاتزال تحتاج إلى استكمال من حيث توفير بيئة أفضل للحيوانات تتناسب مع أجوائنا الحارة .
18 ألف زائر
شهدت الحديقة أكبر عدد من الزوار في يوم عيد الأضحى المبارك، فقد زارها نحو 18 ألف زائر، فيما تتراوح الأعداد حالياً بين 1500 و2000 زائر خاصة في الإجازات الأسبوعية، ويحضر الزوار من مختلف الإمارات، كما استقطبت الحديقة عدداً كبيراً من السياح من الدول الخليجية .
التعليقات