أقام سكان مدينة تلمسان والمناطق المجاورة لها بأقصى غرب الجزائر في ربيع العام 2009 احتفالات صاخبة ابتهاجا بعودة المياه مجددا الى شلال (الاوريت)، المتدرج على خمس طبقات بعدما انقطعت عنه اربعين عاما. وخرج السكان عن بكرة أبيهم وقصدوا المرتفعات بالآلاف للاستمتاع بالمنظر الجميل الذي لا يعرفه معظمهم. كون الوادي جف تماما بسبب بناء سد سحب كل المياه وحول الوادي الى مجرد اخدود تغطيه الاحراش.
ولما تساقطت كميات كبيرة من الثلوج على المنطقة عاد الوادي والشلال بقوة كبيرة يتدفق تحت (جسر إيفل) المعدني الذي بناه (غوستاف ايفل) صاحب برج ايفل بباريس في القرن التاسع عشر، حين كانت الجزائر مستعمرة فرنسية، وكانت مناطق تلمسان الجبلية منذ ذلك الوقت تحظي بعناية خاصة لجمالها وأهميتها الطبيعية وتنوعها البيئي والبيولوجي. وبعد مرور عامين على تلك الاحتفالات البهيجة لاتزال مياه الوادي تنساب كالثعبان وسط غابات الصنوبر وارز الاطلس المنحدرة من اعلى الجبل الى السهول المنبسطة اسفله. تغطي هذه الغابات الكثيفة حظيرة تلمسان الطبيعية على مساحة 8825 هكتارا.
وهي احدث الحظائر الطبيعية في البلاد أنشئت العام 1993 لحماية عشرات الأنواع من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات ومئات الانواع من النباتات. وبمناسبة فعاليات (تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية) التي افتتحت رسميا في السادس عشر الجاري شكلت شلالات (الاوريت) والمسالك الغابية الممتدة على عشرات الكيلومترات إحدى اهم المحطات التي يزورها الضيوف... هي طبيعة خلابة يكسر سكونها هدير الشلال وأصوات الحيوانات والطيور وطلقات نار من صيادين غير شرعيين في بعض الأحيان.
التعليقات