تحولت حديقة حيوان الجيزة، خلال الأيام الماضية، إلى قبلة ملايين المصريين وخاصة طلاب المدارس والجامعات مع بدء إجازة نصف العام الدراسي
تحولت حديقة حيوان الجيزة، خلال الأيام الماضية، إلى قبلة ملايين المصريين وخاصة طلاب المدارس والجامعات مع بدء إجازة نصف العام الدراسي
تحولت حديقة حيوان الجيزة، خلال الأيام الماضية، إلى قبلة ملايين المصريين وخاصة طلاب المدارس والجامعات مع بدء إجازة نصف العام الدراسي، ورغم معاناة الحيوانات من عدم التكيف مع الظروف التي تختلف عن بيئتهم البرية، والحبس داخل أقفاص حديدية، وكذلك أمراض الشتاء، إلا أن حديقة الحيوان بالجيزة حافظت على رونقها وتظل جوهرة الحدائق في أفريقيا على مر الزمان.
«6 آلاف حيوان»
«بوابة أخبار اليوم» أجرت جولة في الحديقة، التي يعيش فيه أكثر من 6 آلاف حيوان، للوقوف على طبيعة الحياة داخلها، وأبرز الحيوانات النادرة، وكذلك مواليد «الجنينة» خلال الفترة الأخيرة.
«حسين فهمي»
على الجانب الأيمن بعد اجتياز الباب الرئيسي للحديقة بأمتار، وعقب قطع تذكرة بـ5 جنيهات، يقبع الأسد الأبيض «حسين فهمي»- كما ينادينه المروض- عابسًا وحزينًا خلف أسوار العرين، وبالسؤال عن سر تعاسته ووجومه، أكد مروضه «سيد» أنه «كسلان» بعد التهام وجبة الإفطار التي تعدت 10 كيلوجرامات من اللحوم.
وأوضح أن الأسد تعود أصوله إلى جنوب أفريقيا، واستقدمته الحديقة منذ 4 سنوات، لكنه تكيف سريعًا مع الوضع هنا وأصبح صديق الزوار.
«حمس» وأحلامه
وعلى الجانب المواجه لعرين «حسين فهمي»، يراقب الكبش الأروي «حمس» الموقف في صمت، يبحث عن شريكة حياته «أميرة» تارة، ويدير ظهره تارة آخرى للزوار، معلنًا رفضه الكامل لاحتجازه بين أسوار حديدية، يتخللها نظرة أمل توحي برغبة دفينة للعودة إلى حياة البرية.
«سونيا وياسو» في انتظار ولي العهد
وفي بيت الزرافات، يقف ذكر الزراف «كابتن ياسو» متصدرًا المشهد بابتسامة عريضة، ويداعب الزوار بالتقاط قطع الجزر المقدمة له على وجه السرعة، بينما يشطح للحظات إلى الداخل للاطمئنان على زوجته «الحامل» «سونيا».
وأكد حارس بيت الزراف، أنه يحرص على رعاية «ياسو وسونيا» اللذان في طريقهما لاستقبال مولدوهما الأول، ويضطر إلى إراحة «سونيا» كثيرًا حتى تضع، بينما يصطحب «ياسو» لمداعبة الزوار وإدخال السرور إلى قلوبهم.
وأشار إلى أن الزوجين قضيا 4 سنوات في الحديقة، وتكيفا مع الوضع داخل القفص الذي لا يقاسمهما فيه أي شركاء .
«زوزو والبرنس»
وفى جبلاية القرود بوسط الحديقة، يتقافز القرد «برنس» في القفص الحديدي، بينما تقف زوجته الهادئة «لوزة» تراقبه تارة، وتداعب طفلها «زوزو» الذي استقبلاه منذ 9 شهور تارة أخرى .
«الجبلاية.. ضحك ولعب وجد وحب»
يقول مروض القرود «محمد» ضاحكًا: إن أصدقاءه يأكلون 24 ساعة، مضيفا: «هما زي عيالي، وبراعيهم باستمرار»، موضحاً أنه يدرك غضب القرد حينما تتثاقل حركته، وقد يعبر عن غضبه بعض صاحبه.
وكشف انه يعمل منذ 12 عاما على رعاية القرود، مضيفا: «بنقضيها ضحك ولعب وجد وحب، ومش أي حد يقدر يروض قرود، لأنهم سريعي الحركة»، متابعا : «بس زعلهم وحش».
«أقدم حيوان»
أما «الخرتيت»، فيقف صامتًا، منشغلًا في أكوام «البرسيم» التي قدمت له منذ ساعات الصباح الأولي، فلا يشغله زورًا أو تكوين صداقات مع زملائه بالحديقة، فيظل لا مباليًا حتى لو انقلب العالم حوله.
ويعد «الخرتيت» هو أقدم حيوان هناك، ومتواجد منذ 64 عاما .
«منتجات الحديقة»
وفى ركن منزو بالجانب الأيمن من الحديقة، يقف «عم حسن»، المسؤول عن بيع منتجات جنينة الحيوانات، ويؤكد لنا أنه يعرض البيض وريش النعام وكذلك جلود الأسود والنمور النافقة للبيع، موضحا أن بيضة النعام الفارغة يصل سعرها إلى 25 جنيها، والإميو بـ9 جنيهات، وتستخدم في أغراض تتعلق بالزينة بعد تلوين البيض وزخرفته، وكذلك ريشة النعام بـ4 جنيهات وتستخدم في إعداد «كوشة الأفراح».
وأضاف «عم حسن» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه يبيع جلد الأسد النافق بألف و500 جنيه، وجلد الغزالة بـ100 جنيه .
وأوضح أنه يستقدم منتجاته من «مفرخة جنينة الحيوانات» وبيوت الأسود والنعام النافقة، ويبيع 10 بيضات في اليوم، وغيرها من المعروضات .
«معرض الحديقة.. تحفة أثرية»
أما معرض الحديقة، فهو تحفة أثرية وسياحية مستقلة بذاتها، حيث يضم ألف نوع من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة- بحسب مصدر بالمتحف- وبضم مئات الحيوانات النادرة .
وكشف المصدر، أن المعرض لا يقتصر على ضم حيوانات البيئة المصرية فقط، بل هناك أنواع أوروبية محنطة لدببة وأسود وطيور نورس.
وكشف أيضا أن الحديقة تضم كشك خاص لإمبراطور اليابان الذي دشنه خلال زيارته للحديقة بصحبة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لتخليد الزيارة .
«3 وجبات يومية»
وعن وجبات الحيوانات، يؤكد محمد رجائي، رئيس إدارة حدائق الحيوان والأسماك، أنهم يحرصون على تغذية الحيوانات، وهناك مقننات تحكم العملية، فيحرصون على تقديم نسبة من الروتين والدهون والطاقة لكل حيوان يوميا على 3 وجبات.
وقال لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن قسم التغذية بحديقة حيوان الجيزة يعمل ليل نهار، فيستقبل وجبات توفرها وزارة الزراعة عن طريق المناقصات، ومن ثم يتم فرزها ثم تدخل المطبخ وتقدم للحيوانات بعد ذلك.
وكشف «رجائي» أن الحديقة تحتضن 6 آلاف حيوان، منهم أنواع نادرة مثل وحيد القرن والخرتيت، والمها العربي والشامبنزي، فضلا عن الحيوانات الثديية.
وعن الأنواع التي استقبلتها الحديقة مؤخرًا، قال «رجائي»: استقبلنا منذ شهرين آخر مولود للمها المهدد العربي بالانقراض، وكذلك أبو عقلة والكبش الأروي وفرس النهر الصغير .
ولفت إلى أنهم استقدموا مؤخرا الدبة البرية وأسود جديدة.
«الداء والعلاج»
وبالنسبة لأمراض الحيوانات، كشف رئيس إدارة حدائق الحيوان، أن أخطر مرض واجههم هو أنفلونزا الطيور منذ أكثر من عام، حيث أغلقت الحديقة وقتها لفترة بسبب مرض الطيور، مضيفًا: «قضينا على المرض، والآن ليس هناك مشاكل».
وأوضح أنه يتم تحصين الحيوانات كل 3 شهور ضد الأمراض.
«مفرخة الحديقة»
وبالنسبة للتكاثر والتناسل، قال «رجائي»: إنهم أنتجوا 42 نعامة وعشرات من طيور الطاووس والإميو، وكذلك الدجاج البلدي والأوز الفرعوني خلال الشهور الأخيرة، مشيرا إلى أن مفرخة الحديقة بها مركز إكثار مزود بحضانات لمختلف أنواع بيض الطيور، وحضانات خاصة للنعام منذ لحظة وضع البيضة وتخصيبها ومتابعة الفقس ثم رعاية النعام الصغير في جو دافئ وملائم .
وكشف أن البيض غير المخصب هو ما يتم عرضه للبيع.
فيما أوضح أن الحديقة استقبلت زوجى «كونغر أحمر» قادمين من دولة سلوفاكيا، وزوج جديد من الحمار الوحشي.
«الميزانية»
وبخصوص متحف الحديقة، أشار «رجائي» إلى أن المتحف مستقل عن الحديقة، لكنه يحتاج للتطوير المستمر، لافتا إلى أن ميزانية الحديقة التي تصل إلى 13 مليون جنيه سنوياً لكنها لا تكفي، لأن تغذية الحيوانات وحدها تلتهم 9 ملايين جنيه منها، كما أن الحيوانات تحتاج رعاية بيطرية ودوائية مكثفة، بجانب الاهتمام بالتناسل وإنتاج أنواع جديدة وملف التطوير ، فضلا عن الاهتمام بإنشاء طرقات جديدة وبحيرات مائية لسقاية الحيوانات والطيور.
وأضاف في نهاية تصريحاته: «نحتاج إلى رفع الميزانية إلى 20 مليون لتغطية كل الاحتياجات، وتحويل حديقة الجيزة إلى مزار سياحي أكثر تميزاً».
Comments